تحاليل مهمة بعد فشل الحقن المجهري : إليكِ قائمة شاملة

إن رحلة الحقن المجهري هي رحلة صعبة ويرافقها عبئ نفسي ومادي كبيران، لذلك من المهم إجراء أي تحاليل مهمة بعد فشل الحقن المجهري للوقوف على الأسباب التي أدت إلى ذلك وحلها.
يتوقع الزوجين خلال تلك الرحلة نهاية سعيدة يكللها حدوث الحمل واستمراره حتى النهاية.
ولكن شئنا أم أبينا فإن نسبة نجاح الحقن المجهري تتراوح ما بين ٤٠٪ إلى ٦٠٪ كحد أقصى.
مما يعني أن الأطباء لم ينجحوا حتى الآن في جعل جميع السيدات اللاتي يقمن بإجراء محاولة الحقن المجهري حوامل.

محاولات حثيثة لرفع نسب النجاح

منذ ولادة لويز براون وهي امرأة إنجليزية معروفة بإنها أول إنسان ولد بعد الحمل عن طريق الحقن المجهري منذ أربعين عام لم تزد نسبة النجاح عن ٦٠٪ على الرغم من محاولات الأطباء والعلماء المستمرة لزيادة نسب النجاح.

تارة باختراع ما يسمى بال Baby Glue وهو الصمغ الذي يستخدم لزيادة فرص التصاق الأجنة ببطانة الرحم.
وتارة أخرى باختراع ما يسمى بالحضانات الذكية وتارة أخرى عن طريق نقل الأجنة باليوم الثالث أو نقل الأجنة باليوم الخامس أو نقل الأجنة باليوم الثالث والخامس معًا.

قام الأطباء أيضًا بتجربة تغيير بروتوكولات العلاج وتغيير الحضانات واستخدام أجهزة الليزر، كل تلك المحاولات لم تنجح حتى الآن بجعل النسبة تقارب ١٠٠٪.
بمعنى أنها لم تنجح في جعل جميع السيدات الراغبات بالحمل من خلال الحقن المجهري حوامل.

من المهم للغاية في حالة فشل الحقن المجهري عمل ما يسمى بعيادة فشل الحقن المجهري.
من خلال تلك العيادة يقوم الطبيب أولًا بشرح كل تفاصيل الإجراءات التي تم إتخاذها أثناء المحاولة.

بداية من عدد البويضات التي نتجت عن التنشيط وجودتها وعدد الحيوانات المنوية وعدد الأجنة المخصبة وعدد الأجنة التي تم زرعها وحالتها وهل يوجد أجنة متبقية تم تجميدها أم لا.

ويجب أيضًا على الطبيب إحتواء الحالة النفسية السيئة للزوجين والتي قد تحدث بسبب فشل محاولة الحقن المجهري.

خصوصًأ بعد التوقعات العالية أثناء فترة التحضير بحدوث حمل، حيث أن الحالة النفسية قد تأثرت بالمشاعر السلبية من الألم والغضب والضيق والاكتئاب والحالة المزاجية السيئة.

ويتعين على الأطباء توضيح أن فشل محاولة الحقن المجهري لا تعني بالضرورة إستحالة حدوث حمل مقبل.
ولكن هي خطوة شئنا أم أبينا قد مررنا بها وقد نتج عنها العديد من المعلومات التي يمكن استخدامها قبل إجراء أي محاولة جديدة للحقن المجهري.

تحاليل مهمة بعد فشل الحقن المجهري

أولًا: تقييم الرحم/ تصوير الرحم والبوق HSG

الرحم أو المهاد وهو البيت الذي سوف تنتقل إليه الأجنة من الحضانة إلى الأم.
وجود أي مشاكل داخل الرحم سواء تم الكشف عنها بواسطة الأشعة بالصبغة على قناتي فالوب أو بواسطة السونار ثلاثي ورباعي وخماسي الأبعاد قد تعوق محاولة نجاح الحقن المجهري.

من الأمثلة على هذه المشاكل وجود أورام ليفية أو حاجز رحمي أو لحميات بالرحم أو وجود التصاقات أو ارتشاح بإحدى قناتي فالوب، جميعها عوامل تؤثر بالسلب على نجاح محاولة الحقن المجهري.

ثانيًا: تحليل تكسر المادة الوراثية برأس الحيوان المنوي Sperm DNA Fragmentation test

الزوج أيضًا قد يكون مسؤولًا عن فشل محاولة الحقن المجهري إذا كان تحليل  Sperm DNA Fragmentation أعلى من النسب الطبيعية.
مما يعني أن عددًا كبيرًا من الكروموسومات اللازمة لتكوين الجنين قد حدث فيه تكسير مما يجعلها غير صالحة لحدوث الحمل أو حتى استقباله.

ثالثًا: فحص تقبل بطانة الرحم Endometrial Receptivity Assay 

وهو واحد من الموضوعات الجديدة في الطب والتي تحاول فهم المحادثة التي تتم ما بين الجنين وبطانة الرحم لحدوث الحمل.

 رابعًا: تحليل الأجسام المضادة

 والتي تهاجم الجنين وتؤدي إلى تدميره.
وهي ناتجة عن حدوث خلل بجهاز المناعة الذي بدوره قد تعرف على الحمل على أنه جسم ضار.
يتم علاجه من خلال فريق طبي مختص بالمناعة ومجموعة من الأدوية.

خامسًا: فحص تميع الدم

تخثر وتجلط الدم هو أحد أشهر الأسباب التي قد تسبب فشل محاولة الحقن المجهري.
سواء كان ذلك بسبب وجود خلل بأحد الچينات المسؤولة عن تخثر الدم أو حدوث ذلك بسبب زيادة عوامل التجلط.
كل تلك العوامل بجانب نسبة سكر الدم غير المنضبط وتحليل هرمونات الغدة الدرقية وغيرها من الهرمونات الرئيسية بجسم السيدة قد تتسبب في فشل محاولة الحقن المجهري.

تحاليل مهمة قبل البدء في رحلة الحقن المجهري

مما سبق ذكره، نرى أنه يشترط لنجاح محاولة الحقن المجهري وجود عدة عناصر مختلفة.
تتراوح هذه العناصر ما بين سلامة الرحم وأهليته لاستقبال الأجنة وتحاليل الهرمونات السليمة للسيدة.
بالإضافة إلى التحليل السليم للزوج وهو ما يسمى DNA fragmentation test وعدم وجود ارتشاح بإحدى أو كلا قناتي فالوب.

كل ذلك يمكن إدراجه تحت بند تحاليل مهمة قبل البدء في رحلة الحقن المجهري.
وكلما كان الطبيب حريصًا على استبعاد أسباب فشل الحقن المجهري قبل البدء في المحاولة كلما زادت الفرصة لحدوث حمل سليم عن طريق الحقن المجهري من أول مرة بعون الله.